0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف ثقافات عامة بواسطة (8.9مليون نقاط)
دروس من قصة ابراهيم عليه السلام 3

https://www.nalalm.com/22343/1

https://www.nalalm.com/22344/2

يتبع

وعلى هذا فقصة إبراهيم في القرآن الكريم تدل على أنه كان حليماً رقيق القلب عطوفاً رؤوفاً باراً لوالده مع قسوة الأب عليه. وأنه كلما تباعد والده منه تلطف هو في المقاربة وترفق في دعوته وهدايته وتحذيره. ولكن ذلك كله لم يفد لغلبة الشقاء عليه.ثمَّ إذا إبراهيم ( ينصح قومه ويواصل نصحهم بنفس الرقة والعظمة والحجة والعقل، ولكن لم يفدهم هذا وغلبت عليهم الشقوة والضلالة، فأعلن تبرية من أصنامهم ومعبوداتهم وعداوته لهم، ولجأ إلى الله بالدعاء ليحقق له أمانيه وما يبتغيه مما لا يقدر عليه إِلاَّ الله سبحانه.

( ( (

حقائق وبيانات ينبغي الالتفات إليها

يعرف إبراهيم الخليل بأنه أبو الأنبياء ، وذلك لأن ولديه إسماعيل وإسحاق أصفاهما الله بالنبوة، وكان من نسل إسحاق أنبياء بني إسرائيل ، وأما إسماعيل أبو العرب فكان من نسله محمد ( خاتم الأنبياء والمرسلين..

قال تعالى:( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقوبَ وَجَعَلْنا في ذُرّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ والْكِتابَ (().

وقال تعالى: ( وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقوبَ كُلّاً هَدَيْنا وَنوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذَلِكَ نَجْزي الْمُحْسِنينَ ( وَزَكَريّا وَيَحْيى وَعيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ ( وَإِسْماعيلَ والْيَسَعَ وَيونُسَ وَلوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنا عَلى الْعالَمينَ (().

والضمير في من ذريته عائد على إبراهيم ( على المشهور، ولوط وإن كان ابن أخيه وفقد دخل تغليباً في ذريته فيكون مجموع ما في الآية من الأنبياء - 16 نبياً.

أهّل الله إبراهيم ( للأمانة والرسالة بقوله تعالى:

(وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتي قالَ لا يَنالُ عَهْدي الظّالِمينَ (().

كما أهّل محمداً ( بقوله:

(قُمِ الْلَيْلَ إِلّا قَليلاً (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَليلاً (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتيلاً (إِنّا سَنُلْقي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيلاً (().

فهل يلزم الداعية إلى الله تأهيل للدعوة وحمل الأمانة ؟

ما هي طبيعة المجتمع الذي واجهه إبراهيم ( ؟ وثنى يعبد الأصنام، أم يعبد الكواكب، أم يعبد الأشخاص والملوك ؟ كان المجتمع يحمل كل هذه الألوان ويعبد كل هذه الأشكال . وهذا يدل حقيقة على أن إبراهيم كان أمة في الدعوة إلى الله.

هل كان أبو إبراهيم يصنع الأصنام ؟ وهل ولد إبراهيم في هذا البيت ؟ وكيف نجا إبراهيم بنفسه من هذا الضلال ؟ منحة من الله تعالى وما الدليل على ذلك:  

(يا أبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً(().

هل تعرف موقف إبراهيم من الوثنية ؟ ولماذا كسرها ؟ ولماذا لم يخف على نفسه ؟ وهل بين أولاً ونصح فدعا أباه أولاً.

وكانت الخطوة الثانية هي دعوة قومه من أهل بابل الذين كانوا يعبدون أصناماً منحوتة من الحجر ويدأبون على عبادتها، وهذا منتهى السخف والضلال، إذ كيف يهضم الإنسان نفسه ويلغي عقله، ويسجد لصنم لا يضر ولا ينفع ولا يقدم ولا يؤخر ؟

ولكن هكذا الفطرة، متى انحرفت زاولت شئونها دون وعي ولا تفكير.

وتقدم إبراهيم ( يوقظ في هؤلاء الناس قلوبهم الغافلة وينبه عقولهم المتبلدة، تقدم يعرض عليهم دعوة واضحة، ويسلك معهم منهجاً مرتباً لا تعقيد فيه ولا غموض .. حبذا لو تأمل الدعاة ونسجوا على منواله في مخاطبة الجماهير.

بدأ أولاً ببيان حقيقة الدعوة التي يدعوهم إليها (اعبدوا الله واتقوه(.

بتحبيب هذه الحقيقة إليهم وما تتضمنه من الخير لهم، لو كانوا يعلمون أين يكون الخير (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون(.

وفي الخطوة الثالثة بين لهم فساد ما هم عليه من العقيدة من عدة وجوه:

(أ) إنهم يعبدون من دون الله أوثانا: والوثن: التمثال من الحجر أو الخشب، وهي عبادة سخيفة وبخاصة إذا كانوا يعدلون بها عن عبادة الله.

(ب) أنهم بهذه العبادة لا يستندون إلى برهان أو دليل وإنما يخلقون إفكا وينشئون باطلاً من عند أنفسهم بلا أصل ولا قاعدة.

(ج) أن هذه الأوثان لا تقدم لهم نفعا، ولا تجلب لهم رزقا (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً(.

وفي الخطوة الرابعة أخذ يوجههم إلى الله تعالى ليطلبوا منه الرزق، الأمر الذي يهمهم ويمس حاجتهم، (فابتغوا عند الله الرزق( والرزق مشغلة للنفوس وبخاصة التي لم يعمرها الإيمان، وابتغاء الرزق من الله وحده حقيقة لا مجرد استثارة للميول الكامنة في النفوس، ثمَّ يهتف بهم أن يتوجهوا إلى واهب الأرزاق المتفضل بالنعم ليعبدوه ويشكروه، (واعبدوه واشكروا له( ويكشف لهـم أنه لا مفر من الله فمـن الخير أن يتوبوا إليه مؤمنين عابدين شاكرين، (إليه ترجعون(.

وأخيراً يبين لهم أنهم إن كذبوا بعد ذلك كله فلن يضروا الله شيئا، ولن يخسر رسوله شيئا وإنما عاقبة ذلك تقع على أم رأسهم، وقد كذب الكثيرون من قبل، وما على الرسول إلا واجب التبليغ ..

(وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين(().

وأقرأ في هذه الخطوات قوله تعالى:

(وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ( وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين(().

بهذا اللطف والأناة أخذ إبراهيم يدعو قومه، لكنه وجد نفوساً صادة، وقلوباً غلفاً. أخذته الغيرة على الحق، واشتد به الحماس في الدعوة فصاح بهم (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون(، (أئفكا آلهة دون الله تريدون(.

ثمَّ توعدهم في نفسه بتحطيم هذه الأصنام والكيد لها في غفلة عنهم: (وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين(().

ثمَّ دمر إبراهيم الأصنام ورأوها مدمرة بأم أعينهم وكان هذا يكفي لمعرفة أنها أحجار لا تضر ولا تنفع وينصاعوا للحق وقال لهم متهكما، (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون(. فلم يفهموا أو يعقلوا وكان من الممكن أن يحدث هذا، لكن القوم سدروا في غيهم، فردوا عليه في انفعال وغيظ، ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون(.

ورد إبراهيم ساخراً، (أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم. أف لكم ولما تعبدون من دون الله(().

ولما سقط في أيدي القوم، عدلوا عن الجدل والمناظرة، إذ أن الحجة لم تبق لهم شبهة، فقرروا أن يستخدموا القوة والسلطان في نصرة ما هم عليه من باطل وضلال على حد قول المتنبي:

ودعوى القوى كدعوى الســباع

:

من الناب والظفر برهانـــها

( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (().

لكنهم يدبرون ، والله من ورائهم محيط.

وكانت المفاجأة .. نار ضخمة تكفي شرارة واحدة منها لإحراق مدينة هائلة، يخرج من بينها إبراهيم ( سليماً معافى، ولكنهم لم يفيقوا إلى الحق أيضاً.

وكان من الممكن أن يحدث هذا، كما حدث مع إمبراطور اليونان هيدبوشي سنة 1596 عندما شيد تمثالاً ضخماً لبوذا ولم يكد يتم بناؤه حتى زلزلت الأرض فألقته على الأرض هشيماً، فرماه بسهم قائلاً له في ازدراء: لقد أقمتك هاهنا بباهظ النفقات، ولم تستطع حتى حماية معبدك.

ماذا كانت نهاية هذا الظالم، ونهاية كل ظالم ؟

هل استعمل إبراهيم مع قومه أسلوب التدرج، برهن على ذلك في تدرجه مع عبدة الكواكب، مع عبدة الأصنام .. .. الخ.

لماذا هاجر إبراهيم ( إلى مصر ؟ وهل وجد فيها أذاناً صاغية ؟ وما هي الهدية التي أخذها إبراهيم ( من مصر ، هل هي هاجر أم إسماعيل .

قصة ذبح إسماعيل .. هل تعرف عنها شيئاً ، ولماذا أمر إبراهيم ( بذبح إسماعيل. أكان ذلك للاختبار ؟ أم كان لحكمة أخرى ، مثل تعويد إبراهيم عدم التعلق بشيء غير مولاه ، لتخلص العلاقة لله سبحانه، وما هي السن التي بلغها إبراهيم في ذلك الوقت ؟ وماذا كان موقف الطفل من فكرة الذبح ، وهل كان هذا امتحاناً للصغير أيضاً ؟ وهل نجح في الامتحان ؟ وما هو الدليل على ذلك ( قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرينَ ( .. وماذا كانت النتيجة (يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا( .. (وفديناه بذبحٍ عظيم(.

هل كذب إبراهيم ( ثلاث كذبات ؟ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة ( قال: لم يكذب إبراهيم النبي ( إِلاَّ ثلاث كذبات "اثنتين في ذات الله، قوله: "إني سقيم"، وقوله: "بل فعله كبيرهم هذا" ، وواحدة في شأن سارة".

قال ابن حجر: إطلاقه الكذب على الأمور الثلاثة لكونه قال قولاً يعتقده السامع كذباً لكنه إذا حقق لم يكن كذباً، لأنه من باب المعاريض المحتملة للامرين فليس بكذب محض.

وقال ابن عقيل: الكذب يستحيل على الأنبياء، وإنما أطلق عليه كذب لأنه بصورة الكذب عند السامع.

ونقل النووي عن المازري أن الكذبات المذكورة إنما هي بالنسبة إلى فهم المخاطب والسامع ، أما في نفس الأمر فليست كذباً مذموماً، لأنه ورَّي في سارة، فقال أختي في الإسلام وهو صحيح، وفي قوله إني سقيم أراد الاعتذار عن الخروج معهم ، وحتى لو كان كذباً لا تورية لكان جائزاً في دفع الظالمين.

هل كان إبراهيم ( شاكاً في قدرة الله تعالى لما قال: (ربِ أرني كيف تحيي الموتى( أم أراد بذلك زيادة طمأنينة ، أم لمحبة رؤية صنعة الله في الأشياء. إذ قال : (رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولو تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي(.

هل أعطى إبراهيم ( كتاباً ؟ وما هو ؟ أعطي إبراهيم ( صحفاً، كلها مواعظ وتعاليم، ونصائح. ارجع إليها في العقيدة فقرة الإيمان بالكتب السماوية.

لماذا استغفر إبراهيم ( لأبيه وهو كافر ؟ ولماذا تبرأ منه بعد ذلك ، أما قوله : (إِلاَّ قول إبراهيم لأبيه لاستغفرن لك( فهو استثناء من الأمر بالتأسي بإبراهيم، والمراد أن إبراهيم لا ينبغي التأسي به في وعده إياه أن يستغفر الله له، لأن القرآن يعلمنا أنه لا ينبغي لنبي ولا لمؤمن أن يستغفر لمشرك ولو كان قريباً له من بعد ما ظهر له أنه من أهل النار، وأن نبي الله إبراهيم لم يستغفر لأبيه آزر إِلاَّ لأنه وعده الاستغفار، فلما ظهر له أنه عدو لله، مصر على الشرك، محارب للتوحيد، تبرأ منه: لذلك لم يكن إبراهيم أسوة في ذلك، لأن الله نهانا عنه.

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
...