فضائل الأعمال في مواسم الخيرات
_ إخوة الإيمان : سلام الله عليكم و رحمته و بركاته : و نحن في الأشهر الحرم و أيام الحج و موسم الخيرات يجدر بنا أن نذكر أنفسنا بفضائل الأعمال في مواسم الخيرات .. و نحث أنفسنا لاغتنام الأعمال الصالحات .. و لنتذكر أولاً :
- عظمة الأشهر الحرم :
قال تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) .
- و الأشهر الحرم هي ذوالقعدة و ذوالحجة و المحرم و رجب : أشهر عظيمة ، عظم الله حرماتهن ، جعل الذنب فيهن أعظم ،
و جعل العمل الصالح و الأجر أعظم .
_ إنّ اللهَ خلق الزمان واختار منه ما يشاء، فاختار من الشهور بعضها و فضلها على بعض، و اختار من الليالي و الأيام ما يشاء ، كل ذلك بحكمته ورحمته ، عليم حكيم ، رؤوف رحيم ، لا رادّ لقضائه ، ولا معقب لأمره : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) .
- و التعظيم لشعائر الله يكون على قدر التقوى والإيمان و العلم ، قال عز و جل (" ذلك و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )".
_ لذا فإن القاصدين بيت الله الحرام تعظيما" و إجلالا" يشرفهم الله بإقامة ركن من اركان الإسلام و هو الحج العظيم .. و الأشواق تحدوهم لرؤية بيت الله الحرام :
_ إذا عايَنَتُه العينُ زالَ ظَلامُها
وزالَ عن القلبِ الكئِيبِ التَّألمُ
_ فلا يعرِفُ الطَّرفُ المُعايِنُ حُسنَهُ
إلى أن يعودَ الطَّرفُ والشَّوقُ أعظمُ
_ ُ فمن أجل ذا كلُّ القلوبِ تُحِبُّه
و تخضَعُ إجلالاً له و تُعظِّمُ
- و ما أعظم حُرمة دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم ، فما أعظم تهاون الأمة بالدماء في هذا الزمان !!.
- و تعظيم الأشهر الحرم بالإبتعاد عن المظالم ، و ترك إطلاق الألسن في أعراض المسلمين ، و فعل الخير و المعروف ،
و حبس النفس عن فعل السوء ، و زيادة التقوى و الإجتهاد في الطاعات و دعوة الناس إلى الخير .
- إن تعظيم الأشهر الحرم يكسب المرء تقوى الله ، و تقوى الله تجلب الرزق و البركات .. و الفرج و المخرج من الكروب و الأزمات .. و المحن و البلايا و الصعوبات .
_ قال تعالى : ( و من يتق الله يجعل له مخرجا" و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه ).
_ و لنعلم أن الجود و الإنفاق من أعظم القربات إلى الله تعالى .
_ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َ:
((عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قِيلَ : أَرَأَيْت إنْ لَمْ يَجِدْ ؟
قَالَ : يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ قَال َ: أَرَأَيْت إنْ لَمْ يَسْتَطِع ْ؟ قَال َ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفِ قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَرَأَيْت إنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ الْخَيْرِ قَال َ: أَرَأَيْت ؟
إنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ : يُمْسِكُ عَنْ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ)) . رواه البخاري ومسلم .
- لذا ينبغي علينا الإكثار من ذكر الله تعالى و التواصي بالحق و الصبر ، و أفضل أيام الأشهر الحرم هي عشر ذي الحجة لوقوع الحج فيهن و هي أفضل الأيام على مدار العام ، فماذا أعددنا لها ؟؟
- علينا كمسلمين أن نستعد لها بالنية الخالصة لحسن اغتنامها في طاعة الله ،
و تقديم النفع للمسلمين .
قال الأمير الصنعاني :
- إذا لم يكن للهِ فِعلُكَ خالصًا
فَكُلُّ بناءٍ قد بَنَيت خرابُ
- فَلِلعَمَل الإخلاص شرط إذا أتى
وقَد وافَقَته سُنَّةٌ وكتاب ُ
_ و لنبادر بالتوبة و لنكثر من الإستغفار
قال ابن قدامة :
من يؤخر التوبة كمثل رجل حاول قلع شجرة فوجدها قوية ، فقال أؤخرها سنة ثم أعود ، فكلما بقيت ازدادت رسوخا ، وكلما طال عمره ازداد ضعفه.
_ و لنتذكر قوله تعالى{ فلا تظلموا فيهن أنفسكم } الله ينهانا عن ظلم أنفسنا في الأشهرالحرم .. تقريراً لفضلها وتأكيداً لحرمتها وتعظيماً لشأنها .
_ و لنستجب لنداء الله و لنتبع الرسل .. قال تعالى{قال يا قوم اتبعوا المرسلين} .
- وفقنا الله لحسن اغتنام الأوقات الفضيلات في طاعة الله و رضوانه ، و الله المستعان و عليه التكلان .
و صلى الله و سلم على حبيبنا محمد و آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين .