0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف ثقافات عامة بواسطة (8.9مليون نقاط)

الحرب الصامتة بين أردوغان و الدولة الخفية في تركيا 2

تأييد العسكر لأردغان .

الملاحظة الأهم فى الموضوع أن مؤسسة الجيش التي توصف بالتطرف الشديد في التعامل مع من تلحظ فيه محاولة المسن بالعلمانية، أو تشتم منه رائحة الإسلام، سواء كان ذلك من أفراد أو احزاب حتى ولو كانت في الحكم، لم تتدخل هذه المرة لقلب نظام الحكم أو خلع حكومة اردوغان، وإزالة حزيه من الوجود كما فعلت تلك المؤسسة في مرات سابقة مع أحزاب مشابهة على امتداد تاريخ تركيا الحديث فقد قاد الجيش خلالها أربعة انقلابات عسكرية كان أولها عام ١٩٦٠م، وآخرها عام ۱۹۹۷م. فما الذي جرى مع حكومة حزب العدالة والتنمية حتى يتحول الجيش إلى شبه داعم لها أو على الأقل ساكت عنها وهي تواصل مسيرتها في الحكم بتبات وثقة منقطعة النظير داخليا وخارجيا؟

والإجابة هنا هي ابحث عن اردغان هنا و أردوغان، هنا هو رمز المنظومة متكاملة من الكفاءات والكوادر السياسية التي تخرجت في مدرسة فكرية إسلامية قادها الزعيم الإسلامي المعروف نجم الدين أريكان لكن تلك المنظومة تمكنت منذ تشكيل حزب العدالة والتنمية من تحويل كل الأسلحة والأدوات التي استخدمت من قبل لإزاحة الإسلاميين لصالحهم ولد عمهم. ولبيان ذلك يجدر بنا التوقف سريعا امام ما يلی:

أولا، على الصعيد الخارجي تمكن أردوغان

ومنظومته من إبداع نموذج علاقات جديد مع الغرب عموماً بما جعلهم يرتاحون إليه كبديل ديمقراطي عن المؤسسة العسكرية وبالتالي الغرب دعمه وتأييده للجيش وتوقف عن تحريضه لممارسة لحيته الانقلابية الممجوجة ثانياً، كانت فرسة نادرة الحزب العدالة لكي

يتوصل إلى اتفاق مع قادة المؤسسة العسكرية بضرورة تقليص نفوذهم في الحياة السياسية وتدخلاتهم في حكم البلاد، استجابة لطلب المجموعة الأوروبية حتى يمكن دراسة طلب تركيا بالانضمام لتلك المجموعة، ونجح أردوغان في إقناع قادة الجيش في تنفيذ ذلك وأصبحت المؤسسة العسكرية لأول مرة منذ انقلاب مصطفى كمال (١٩٢٤م) ذات نفوذ أقل.

اعتراف العسكر بالاسلام .

ثم حدث تطور مهم على صعيد قناعات تلك المؤسسة، فبعد أن كانت متشددة جداً في اقتراب الإسلام من مؤسسات الدولة - مجرد اقتراب . صار رئيس أركانها الجنرال الكر باشبوع ( باشا تركيا ) يؤكد صراحة في خطابه السنوي المعتاد في ٢٠٠٩/٤/١٩م على تقدير الجيش للدين. الذي لا يمكن لتركيا العيش بدونه .. و احترام الديمقراطية والسلطة المدنية فيما اعتبره المراقبون محاولة من الجيش أشد حسون العلمانية للتأقلم مع التغيرات الحاصلة في تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية وعندما تم ضبط منظمة أرغاناكون السرية، وتم التأكد أن من بين قياداتها جنرالات سابقين وضباط مازالوا في الجيش أعلن رئيس الأركان صراحة في أبريل الماضي أنه لن يسمح لأي انقلابي بالعمل أو التستر تحت جناح الجيش.. وقد كرر نفس الموقف قبل أسبوعين خلال اجتماع مجلس الأمن القومي التركي وبعد اجتماع مع أردوغان، دام ثلاث ساعات تم السماح للمحققين بدخول قدس أقداس الجيش التركي للتفتيش والتحقيق، وهنا لا بد من التوقف أمام مهارة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان لتحويل المؤسسة العسكرية من عدو متريص إلى داعم ومؤيد في التصدي الأكبر مخطط لقلب نظام الحكم في البلاد الأمر الذي يبشر بأن حملات تحقيق جديدة ستقوم بها مؤسسة القضاء التركي أكثر اتساعاً

وعمقاً داخل الجيش للوصول إلى آخر نقطة. في المخطط الانقلابي .

ثالثاً استطاع حزب العدالة بقيادة

أردوغان استخدام كل الأدوات التي يحولها الدستور والقانون خاصة مؤسسة القضاء بمهارة كبيرة، ودون تجاوزات للقانون بحق أعضاء منظمة ، أرغاناكون وحيال المخطط الانقلابي وحصر التعامل مع الموضوع في

الشق القانوني البحث دون ضجة إعلامية ودون تجاوزات لحقوق الإنسان مع المتهمين وترك لمؤسسة القضاء ممارسة كل صلاحياتها وتسير في القضية حتى وصلت إلى قدس أقداس الجيش وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لولا أن في تركيا مؤسسة قضاء عريقة تصب حرصها على الوصول إلى الحقيقة - والحقيقة وحدها - لما وصلت قضية منظمة أرغاناكون إلى الحد الذي أطاحت فيه برؤوس جنرالات ورجال أعمال وإعلاميين كبار والقاؤهم خلف القضبان.. والبقية تأتي.

رابعاً: لقد كانت الإنجازات الكبرى التي حققها حزب العدالة والتنمية على امتداد سنوات حكمه السيع (نوفمبر ٢٠٠٢م) على الصعيد الداخلي والخارجي والتي أحدثت نقلة نوعية في حياة الشعب ومعيشته اليومية، وبوات البلاد مكانة كبرى في العالم العربي والإسلامي بل والعالم أجمع عبر المواقف الكبرى التي اتخذها ، رجب طيب أردوغان في العديد من القضايا سواء في قضية الحرب على غزة، وفتح أفاق واسعة في العلاقات مع دول الجوار التركي وبروز تركيا كلاعب كبير في المنطقة.. أقول كانت تلك الإنجازات الكبرى هي الداعم الأكبر لحزب العدالة في مواجهته لتلك المؤامرة الانقلابية التي ستكشف الأيام القادمة مزيدا من فصولها المرعبة .

بقلم شعبان عبد الرحمن

مجلة المجتمع العدد ١٨٨٤

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (8.9مليون نقاط)
الحرب الصامتة بين أردوغان و الدولة الخفية في تركيا 2

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...