0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف ثقافات عامة بواسطة (8.9مليون نقاط)

رسالة إلى مربي الأجيال

رسالة إلى مربي الأجيال

إلى صاحب الرسالة العظيمة التي تشبه إلى حد ما رسالة الأنبياء.. إلى ذلك المربي الكريم الذي تتخرج على يديه الأجيال جيلا بعد جيل، وينشأ بين أحضانه فلذات الأكباد من مختلف الأعمار.. إلى من يأتمنه الناس جميعاً على عقول أولادهم وقلوبهم وأجسادهم، وأوقاتهم.. إنها رسالة إلى المعلم.

مسؤوليتك كبيرة.. ألا تعرف أيها المعلم أن مسؤوليتك كبيرة القدر، وأن الأمانة التي حملتها ثقيلة الحمل ذلك لأنها ليست كغيرها من المسؤوليات؛ إذ فيها حياة أمة ورقي مجتمع، وحماية جيل ونهضة فكر، فهي بناء عقول وتربية نفوس وتزكية قلوب. وعلى قدر إخلاصك يتحقق كل ذلك، وإلا كنت كمن نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) (النحل:٩٢)، أو كالجبال إذا ما صارت هباء منثوراً، وكنبات

وكل من استرعاه الله على رعية فهو مسؤول عنها، وكل من كان له ولاية على أحد وجب عليه أن يؤتيه حقه ولا يبخس منه شيئاً، ذلك لأن رسول الله ﷺ يقول: «كلكم

راع وكلكم مسؤول عن رعيته (أحمد). لذا، فقد وجب عليك أيها الراعي أن تكون أمينا على رعيتك من التلاميذ وطلاب العلم الذين جاؤوا ليجلسوا بين يديك ينهلون من علمك الذي أتاك الله إياه، فتنمو عقولهم، وتثمر من نوع ما بذرت أرضها وتشب على ما لقنتهم إياه فهم كالأرض الطيبة الخصبة وأنت الفارس فيها فإذا ما غرست فيهم مع العلم قيم الفطرة وأخلاق الإسلام صاروا الأئمة الأعلام وإذا ما أحطتهم بالرعاية وشملتهم بالعناية وحصنتهم ضد الأفكار المعدية، ونأيت بهم عن الآفات القاتلة أثمر غراسك فيهم، وقرت عيناك بهم، ورأت عيونهم فيك مثلا وقدوة وقد أخذت بأيديهم وانتشلتهم من أمواج الجهل وظلماته، ألم أقل لك: إنك تسير بذلك في طريق المرسلين، حيث كانوا رسلا معلمين أناروا العقول والأبصار، وصححوا المعتقدات والأفكار وارتقوا بالنفوس والقلوب؟

ماذا عليك أيها المعلم؟

 إن عملك بقدر عظمته شاق، وبقدر ثوابه يحتاج إلى دوام صبر ومثابرة وكبير جهد ومجاهدة وكل ذلك لا يُطلب إلا من الله تعالى، فسله العون واطلب منه الإخلاص، وتحصن أنت أولاً بالعلم الذي يؤهلك لأن تقوم بدورك بفن وإتقان فإن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه البيهقي). كل في مجال تخصصه وما أحوج في الأيام إلى كافة فروع التخصص في : المجالات العلمية النافعة للبشرية فالعلوم الشرعية والعلوم الدنيوية يجب أن يخدم بعضها بعضا ويؤازره ويقويه وهذا واجب أهل العلم الحقيقي، ويوم أن امتزجت علوم الدنيا واصطبغت بالصبغة الإيمانية خدمت دنيا الناس ورفعت من راية الدين

لذا، فإن عليك أن تنمي مداركك وترفع من قدراتك وتزيد من علمك، وتطور من وسائلك، ولا يكون ذلك إلا بحضور الدورات التربوية المتخصصة بانتظام، والاطلاع على الوسائل التعليمية المبتكرة والتعرف على لغة العصر وكيفية التواصل مع الأجيال الناشئة ليحصل التقارب فيما بينك وبينها، ولا تظن أنك بحصولك على شهادة تخصصك قد وصلت إلى آخر المطاف فتلك المقدمة هي البداية والعلم بحر لا ساحل له ولا يشبع طالبه حتى يلقى ربه عز وجل. 

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (8.9مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
رسالة إلى مربي الأجيال

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...