اساليب الحوار في القرآن الكريم
ان الله سبحانه وتعالى جعل للحوار آداب واساليب تؤثر في خصومة الخصم وذلك لان صاحب الحق وحامله يحرص كل الحرص على ان يكسر عداوة خصمه حتى يصل الى قلبه لان هدف من يحمل الحق ليس قهر خصمه وعدوه انما هدفه هو أن يأخذ بيده الى البر والخير وان يدله على سبيل الهداية والحق وحتى تُقام عليه الحجة فلابد من الاستعانة بالاساليب المناسبة للحوار وسنذكر بعض الامثلة من القرآن الكريم على اساليب الحوار حتى مع الد الأعداء فمثلا فرعون عليه لعنة الله عندما ارسل الله اليه نبييه موسى وهارون أمرهما الله سبحانه أن يتخذا معه سبيل اللين في القول لعله يتذكر او يخشى فقال سبحانه ((فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى )) ان من يريد الخير للناس ويحرص على هدايتهم يجب ان يتحلى باللين في القول وان يختار الفاظه بعناية فرب كلمة غليظة تبعد الخصم عن الحوار معه برمته ورب كلمة غليظة أنشأت حربا بين المتخاصمين بعد ان كانوا في سلام وأمان وما اعظم تصوير القرآن الكريم لحال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يراجع قومه ويدعوهم الى الاسلام قال الله سبحانه ((قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قل لا تسئلون عما اجرمنا ولا نسئل عما تعملون )) وهل يأتي الاجرام من اشرف الخلق واتقاهم وانقاهم حاشاه من ذلك ولكن من يسعى لاقناع الناس بما يحمل من الحق يجب ان يزرع الثقة في قلوبهم قبل ان يقنعهم بدعوته حتى يستجيبوا لما يحمله وان اول ما يجب لزرع الثقة هو ان لا تنظر الى من تدعوه وتحاوره نظرة استعلاء فتصور نفسك على أنك الحق المطلق وتصور من تدعوه او تحاوره على انه الباطل المطلق ان من يدعو على هذا الاساس قد وضع الحواجز الشاهقة بينه وبين من يدعوه ويحاوره بل يجب ان يضع احتمالية ان عدوه يحمل الحق نصب عينيه حتى ينجح في حواره او دعوته وهذا من اساليب الحوار والدعوة في القرآن الكريم.
