اسلوب القرآن الكريم في تربية الثلة المؤمنة على العقيدة الصحيحة .
عندما وقعت أولى المعارك بين الحق والباطل التي هي معركة بدر الكبرى انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم وهزم فيها المشركون رغم كثرة عددهم إذ كان المؤمنون عددهم ثلاث مائة وبضعة رجال في حين أن المشركين كانوا الف محارب وفارس عندما وقعت تلك الغزوة تيقن المسلمون أنهم على الحق وأن الله أيدهم بجنوده ونصرهم بنصره فتكاثر المسلمون عدداً وعدةً بعد هذه المعركة. فلما جاءت معركة أحد كان المسلمون فيها ألف مقاتل وكان المشركون فيها ثلاثة آلاف مقاتل وقد أعد المسلمون عدتهم وجهزوا الخطط على أفضل مستوى فتم وضع الرماة على التلة وترتيب الصفوف لكن ما إن بدأت المعركة واشتدت حتى ظن المسلمون انهم قد انتصروا فنزل الرماة من مواقعهم واستغل المشركون ذلك الوضع فالتفوا على المسلمين وقتلوا منهم سبعين من خيرة الصحابة الكرام في هذا الوضع المزري للمسلمين استغل المنافقون تلك الهزيمة وبدأو بالتشكيك في عقيدة المسلمين وأن إلىههم قد خذلهم وأنه قد هزم والعياذ بالله فتخلخلت قلوب كثير من المسلمين وتزعزعت عقيدتهم مستغربين في أن الله لم ينصرهم وبين أظهرهم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فبين الله سبحانه وتعالى تلك المواقف في كتابه الكريم وبين سبب تلك الهزيمة وبين أن سننه لا تحابي ولا تجامل وأنها قائمة على الأسباب فمن أخذ بالأسباب استحق النصر ما دام قلبه عامر بالإيمان فقال الله سبحانه وتعالى (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم .....الخ) ففطن المسلمون الى أهمية الأخذ بالأسباب الى جانب الإيمان القوي فلا ينفع أن تكون مؤمنا ثم تترك الأسباب لغيرك فإنك بهذا ستهزم وستُغلب ولو كنت أحد أنبيائه أو أولياءه الصالحين وذلك لأن الله سبحانه إنما نصرهم في بدر لقوة يقينهم بالله وبنصره ولأنهم بذلوا أقصى ما لديهم من ااعتاد والعدة فاستحقوا بذلك النصر وبهذا الدرس العملي الذي عاشه المؤمنون انكسرت شوكة المنافقين وتثبت الإيمان في فلوب المؤمنين وتلك هي تربية الله لتلك الثلة المؤمنة .
هذا المقال حصري لموقع نجوم العلم
