الحق الذي أنزله الله والحق الذي صنعناه لأنفسنا.
توجد هوة كبيرة بين العقيدة التي يريدها الله سبحانه وتعالى منا وبين العقيدة التي نسير عليها في حياتنا ،كما أن هنالك فرق بين العبادة والأخلاق التي امرنا الله بها وبين تلك التي نعبده بها ونتخلق بها في حياتنا ، انها لمفارقات تدمي الفؤاد أن تجد من يعبد الله فيصلي ويصوم ويزكي ويحج لكنه يعتقد النفع والضرر في مخلوق مثله من البشر غير الأنبياء أنه ارفع منزلة على البشر وأن له من المميزات ما يجعله فوق البشر على اساس عرقي أو طائفي أو غير ذلك من المسميات لقد صدق قول الله سبحانه وتعالى في مثل هؤلاء ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا الا بعبادته وحبه ومعرفته مصداقا لقوله تعالى ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )ولذلك شتان بين ما أراده الله منا من الحق وما أردنا لأنفسنا .
كما أنه من المفارقات أن تجد من يصوم ويصلي ويعبدالله لكنه بذيء الأخلاق سيء المعاملة مع أهله ومع غيره من الناس لا ينكر منكراً ولا يأمر بمعروف زاعما بذلك أنه ملتزم بالدين الحق نعم انه ملتزم لكنه ملتزم بالدين الذي صنعه لنفسه فقط يلتزم بالدين على هواه ( ومن أضل ممن اتبع هواه ) لأنه لم يلتزم بالحق كما أراد الله له أن يلتزم بل التزم به كما أرادت له نفسه ( إن النفس لأمارة بالسوء) أما ما أراده الله فعبادته تنهى عن الفحشاء والمنكر ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له
إن الدين الاسلامي يعتبر منظومة متكاملة من العقائد والعبادات والقيم والأخلاق ولا غنى عن بعضا بالبعض منها فهل آن لها أن نعبد الله كما يريد منا أن نعبده .
هذه المقالة حصرية لموقع نجوم العلم
