0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف ثقافات عامة بواسطة (8.9مليون نقاط)
درس مسجدي عن الرحمة

الرحمة الرحمة كمال فى الطبيعة يجعل المرء يرق لآلام الخلق ويسعى لإزالتها، ويأسى لأخطائهم فيتمنى لهم الهدى. هى كمال فى الطبيعة لأن تبلد الحس يهوى بالإنسان إلى منزلة الحيوان ويسلبه أفضل ما فيه، وهو العاطفة الحية النابضة بالحب والرأفة ، بل إن الحيوان قد تجيش فيه مشاعر مبهمة تعطفه على ذراريه، ومن ثم كانت القسوة ارتكاسا بالفطرة إلى منزلة البهائم، بل إلى منازل الجماد الذى لا يعى ولا يهتز. والرحمة فى أفقها الأعلى وامتدادها المطلق صفة المولى تباركت أسماؤه! فإن رحمته شملت الوجود وعمت الملكوت. فحيثما أشرق شعاع من علمه المحيط بكل شىء أشرق معه شعاع للرحمة الغامرة، ولذلك كان من صلاة الملائكة له: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) . وعن عمر بن الخطاب: قدم على رسول الله بسبى فإذا امرأة من السبى تسعى قد تحلب ثديها، إذا وجدت صبيا فى السبى أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أترون هذه المرأة طارحة ولدها فى النار؟ قلنا: لا والله- وهى تقدر على أن لا تطرحه!- قال: فالله تعالى أرحم بعباده؟ من هذه بولدها . وكثير من أسماء الله الحسنى ينبع من معانى الرحمة والكرم والفضل والعفو. وقد جاء فى الحديث القدسى: " إن رحمتى تغلب غضبى " ، أى أن تجاوزه عن خطايا البشر يسبق اقتصاصه منهم وسخطه عليهم وبذلك كان أفضل الرحماء: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) . ما ترى فى الأرض من تواد وبشاشة وتعاطف وبر أثر من رحمة الله التى أودع جزءا منها فى قلوب الخلائق، فأرق الناس أفئدة أوفرهم نصيبا من هذه الرحمة وأرهفهم إحساسا بحياة الضعفاء . أما غلاظ الأكباد من الجبارين والكازين والمستكبرين فهم فى الدرك الأسفل من النار. وفى الحديث: ".. إن أبعد الناس من الله تعالى القاسى القلب " . وكان رسول الله يعد جمود العين واستغلاق القلب من الشقاء .

ولقد أراد الله أن يمتن على العالم برجل يمسح آلامه، ويخفف أحزانه، ويرثى لخطاياه، ويستميت فى هدايته، ويأخذ بناصر الضعيف، ويقاتل دونه قتال الأم عن صغارها، ويخضد شوكة القوى حتى يرده إنسانا سليم الفطرة لا يضرى ولا يطغى.. فأرسل "محمدا " ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وسكب فى قلبه من العلم والحلم، وفى خلقه من الإيناس والبر، وفى طبعه من السهولة والرفق، وفى يده من السخاوة والندى، ما جعله أزكى عباد الله رحمة، وأوسعهم عاطفة، وأرحبهم صدرا. ولذلك قال فيه: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) . وقد لازمته هذه الفضائل العذبة فى أعصب الساعات عندما حاول المشركون فى "أحد" اغتياله، وألجأوه إلى حفرة ليُكب فيها: ونظر إلى زهرة أصحابه فوجدهم مضرجين بدمائهم على الثرى، ونظر إليه بقية أصحابه فإذا خده قد شق وسنه قد سقطت.. فى هذه الأزمة قيل له: ادع على المشركين ؛ فغلبه رفقه وجعلت نفسه العالية تستميح لأعدائه العذر: فكان دعاؤه. " اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ". إن القلوب الكبيرة قلما تستجيشها دوافع القسوة فهى أبدا إلى الصفح والحنان أدنى منها إلى الحفيظة والأضغان . إن القسوة فى خلق إنسان دليل نقص كبير، وفى تاريخ أمة دليل فساد خطير.. فلا عجب إذا حذر الإسلام منها واعتبرها علة الفسق عن أمر الله، وسر الشرود عن صراطه المستقيم : (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). وقد أمر الإسلام بالتراحم العام. وجعله من دلائل الإيمان الكامل، فالمسلم يلقى الناس قاطبة وفى قلبه لهم عطف مذخور وبر مكنون، فهو يوسع لهم ويخفف عنهم جهد ما يستطيع : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لن تؤمنوا حتى ترحموا ، قالوا : يا رسول الله ، كلنا رحيم . قال : إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ، ولكنها رحمة العامة" .

أجل، فإن الرجل قد يهش لأصدقائه حين يلقاهم، وقد يرق لأولاده حين يراهم، وذلك أمر يشيع بين الكثير. بيد أن المفروض فى المؤمن أن تكون دائرة رحمته أوسع، فهو يبدى بشاشته، ويظهر مودته ورحمته لعامة من يلقى . . وقد جاءت الأحاديث تترى حاثة على هذه الرحمة الشاملة. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " زاد فى رواية " ومن لا يغفر لا يُغفر له " . وقال: " من لا يرحم من فى الأرض لا يرحمه من فى السماء " . وقال: " طوبى لمن تواضع فى غير منقصة ، وذل فى نفسه من غير مسألة ، وأنفق مالا جمعه فى غير معصية ، ورحم أهل الذلة والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة " . والذلة فى غير مسنة تعنى السكينة للمؤمنين والليونة معهم، وقد وصف الله المجتمع المسلم أنه متماسك بهذا العطف المتبادل فقال عن أهله : (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) . وقال: (أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) . وقد تسأل ما معنى ذكر الشدة فى سياق الحديث عن الرحمة؟ والحق أن الإسلام يوصى بالرحمة العامة لا يستثنى منها إنسانا ولا دابة ولا طيرا. والنصوص التى سلفت تؤيد هذا الشمول. بيد أن هناك من الناس والدواب من يكون مصدر خطر على غيره ومثار رعب وفزع، فيكون من رعاية الصالح العام للجماعة كلما أن يحبس شره، ويحاصر ضرره. وقد تكون الشدة معه رحمة به كذلك وتقويما لعوجه. والإسلام رسالة خير وسلام وعطف على البشر كلهم. وقد قال الله لرسول: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وسور القرآن الكريم مٌفتتحة كلها بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " . لكن ذئاب البشر أبوا إلا اعتراض الرحمة المرسلة ؛ ووضع الجنادل فى مجراها حتى تنقطع عن الناس مواردها، فيهلكوا بعيدا عنها فى أودية الحيرة والجهالة. فلم يكن به من إزالة هذه العوائق، والأغلاظ لأصحابها ويوم ينقطع تعرضهم وتحديهم تشملهم هذه الرحمة الجامعة فليس فى هذه الرحمة قصور، وإنما القصور فيمن حرم نفسه منها ألست ترى أن رحمة الله وسعت كل شيء ! ومع ذلك فلن ينالها مشرك ولا جحود: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ، الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) . كما تقول: هذه القاعة تتسع ألف جالس. ولكن لا يؤذن بدخولها إلا لمن يحمل بطاقة، فإذا رفض البعض حمل البطاقة المعهودة فحرموا من الدخول وبقوا فى الخارج فليس ذلك قدحا فى سعة القاعة . ومثل ذلك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " كل أمتى يدخل الجنة إلا من أبى. فقالوا: ومن يأبى؟ قال: من أطاعنى دخل الجنة. ومن عصانى فقد أبى " . وقد تأخذ الرحمة الحقة طابع القسوة وليست كذلك: إن الأطفال عندما يساقون إلى المدارس كرها، ويحفظون الدروس زجرا، ولو تركوا وأهواءهم لقتلهم اللهو واللعب ولشبوا لا يحسنون صنعا، ولذلك قال الشاعر : فقسا ليزدجروا ومن يك راحما فليقس أحيانا على من يرحم والطبيب عندما يجرى بالجسم جراحة، يستخدم مبضعة لتمزيق اللحم، وقد يضطر لتهشيم العظام بتر أعضاء، وما يفعل ذلك إلا رحمة بالمريض !! فليست الرحمة حنانا لا عقل معه، أو شفقة تتنكر للعدل والنظام. كلا إنها عاطفة ترعى هذه الحقوق جميعا، إن منظر المشنوق وجسمه يتأرجح فى الهواء وعيناه تعشقان الضوء وتطلبان النجاة، منظر قد يستدر العطف، ولو أجيبت هذه العاطفة السريعة، وأطلق سراح القاتل لامتلأت الأرض فوضى.. والرحمة الحقة فى كبت هذا الشعور . (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) . إن القسوة التى استنكرها الإسلام جفاف فى النفس لا يرتبط بمنطق ولا عدالة، إنها نزوة فاجرة تتشبع من الإساءة والإيذاء، وتمتد مع الأثرة المجردة والهوى الأعمى . أما الرحمة فهى أثر من الجمال الإلهى الباقى فى طبائع الناس يحدوهم إلى البر، ويهب عليهم فى الأزمات الخانقة ريحا بليلة ترطب الحياة

وتنعش الصدور . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " جعل الله الرحمة مائة جزء ، وأنزل فى الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه " . وفى رواية أخرى: " إن الله تعالى خلق- يوم خلق السموات والأرض- مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض فجعل منها فى الأرض رحمة واحدة، فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضه على بعض " . وكما ينمى العقل بشتى المعارف فيزكو، تنمى هذه الرحمة بشتى الأساليب لتتسع وتربو.. أما إذا تركت لتذوى وتموت فقد أصبح صاحبها حطبا لجهنم : عن أبى هريرة: سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " لا تُنزع الرحمة إلا من شقى " . * * * ونبه الإسلام إلى أن هناك أقواما مخصوصين ينبغى أن يحظوا بأضعاف من الرحمة ، والرعاية . من هؤلاء ذوو الأرحام، والرحم مشتقة من الرحمة فى مبناها، فيجب أن تستقيم معها فى معناها . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " الراحمون يرحمهم الله تعالى. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن، من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله " . وعلى المسلم أن يؤدى حقوق أقربائه وأن يقوى بالمودة الدائمة صلات الدم القائمة . وأجدر الناس بجميل بره أمنهم عليه وأولاهم به، وهم والداه، قال الله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) . ثم أولاده، فعن البراء رضى الله عنه قال: " أتى أبو بكر عائشة وقد أصابتها الحمى فقال: كيف أنت يا بنية، وقبل خدها " .

والمشاهد فى أجلاف الناس أن عواطفهم لا تأخذ هذا الطابع من الرقة والحنو. ففى أخلاقهم وألفاظهم جفوة مستكرهة . عن أبى هريرة: " قبل رسول الله الحسن أو الحسين بن على وعنده الأقرع ابن حابس التميمى ، فقال الأقرع ، إن لى عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط ! فنظر إليه رسول الله وقال : " من لا يرحم لا يُرحم " وفى رواية " أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك " ؟ . وعن أنس: " دخلنا مع رسول الله على أبى سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم ابن رسول الله ، فأخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابنة فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله تذرفان فقال ابن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ ـ كأنه استغرب بكاءه ـ فقال : " يا ابن عوف إنها رحمة ، ثم أتبعها بأخرى ، فقال : إن العين تدمع ، وإن القلب يخشع ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " . ولا يجوز للمسلم أن يوصد قلبه وبيته دون أقاربه، وأن يبت علائقهم، فيحيا بعيدا عنهم، لا يواسيهم فى ألم ولا يسدى إليهم عونا ، إن هذه القطيعة تحرم الإنسان من بركة الله وتعرضه لسخطه : عن أبى هريرة سمعت رسول الله يقول: " الرحمة شجنة من الرحمن تقول : يا رب إنى قطعت ! يا رب إن أسيء إلى ! يا رب إنى ظلمت ، يا رب ، يا رب فيجيبها : ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك " . * * * وممن تجب الرحمة بهم اليتامى، فإن الإحسان إليهم والبر بهم وكفالة عيشهم وصيانة مستقبلهم من أزكى القربات بل إن العواطف المنحرفة تعتدل فى هذا المسلك وتلزم الجادة : فعن أبى هريرة أن رجلا شكا إلى رسول الله قسوة قلبه فقال: " امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين " .

وفى رواية: أن رجلا جاءه يشكو قسوة قلبه فقال له: " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم ، وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلن قلبك وتدرك حاجتك " . وذلك أن القلب يتبلد فى المجتمعات التى تضج بالمرح الدائم، والتى تصبح وتمسى وهى لا ترى من الحياة غير آفاقها الزاهرة، ونعمها الباهرة، والمترفون إنما يتنكرون لآلام الجماهير، لأن الملذات التى تُيسر لهم تغلف أفئدتهم وتطمس بصائرهم، فلا تجعلهم يشعرون بحاجة المحتاج وألم المتألم وحزن المحزون والناس إنما يرزقون الأفئدة النبيلة والمشاعر المرهفة، عندما ينقلبون فى أحوال الحياة المختلفة ويبلون مس السراء والضراء . . عندئذ يحسون بالوحشة مع اليتيم، وبالفقدان مع الثكلى، وبالتعبة مع البائس الفقير . * * * وتجمل الرحمة مع المرضى وذوى العاهات: فإن أولئك المصابين يستقبلون الحياة بوسائل منقوصة تعجزهم عن المسير فيها وإدراك لبانتهم منها وقد عذرهم الله عز وجل فلا يجوز أن تؤاخذهم بما أعفاهم الله منه : (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما) . والمريض شخص قيدته العلة ونغصه حر الداء ومر الدواء، وهو فى صبره على أوجاعه قريب من الله حقيق برحمته، وإذا كان مس الشوكة يكفر من سيئات المؤمن فما بالك بمن برحت به الأوصاب وأذاقته أشد العذاب ؟ إن ذلك يجعله بعين الله ! ولذلك يجب أن نحاذر من الإساءة إلى المرضى، والاستهانة براحتهم، فإن القسوة معهم جُرمٌ غليظ . * * * ومن مواطن الرحمة أن نُحسن معاملة الخدم، وأن نرفق معهم فيما نكلفهم من أعمال وأن نتجاوز عن هفواتهم، وألا نحس سطوة التصرف فيهم فنبعث بتسخيرهم، فإن الله إذا ملك أحدا شيئا فاستبد به وأساء، سلبه ما ملك وأعد له سوء المنقلب . عن أبى مسعود البدرى: كنت أضرب غلاما لى بالسوط ، فسمعت صوتا من خلفى : اعلم أبا مسعود . لم أفهم

الصوت من الغضب ، فما دنا منى إذا هو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فإذا هو يقول: " اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام . فقلت : يا رسول اله هو حر لوجه الله تعالى . فقال : أما لو لم تفعل للفحتك النار". وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " حسن الملكة نماء وسوء الخلق شئوم". وجاءه رجل يسأله: كم أعفو عن الخادم؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " كل يوم سبعين مرة ! ".  .

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل يناير 29، 2021 في تصنيف ثقافات عامة بواسطة نجوم العلم (8.9مليون نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...